أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات العرب والعروبة، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




13-06-2016 04:33 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
معسكريانو محمد
عضو مجلس الإدارة
rating
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-04-2016
رقم العضوية : 62
المشاركات : 520
الجنس : ذكر
قوة السمعة : 778
 offline 
look/images/icons/i1.gif ليالي البركات الرمضانية - الليلة 8 بقلم الأخ معسكريانو محمد
هكذا كان صيامهم و هكذا حال صيامنا

1J4gtHs
يومنا ليس كيومهم وليلنا ليس كأمسهم قصصهم في الصيام نرددها نتحدث بها ونتكلم عنها يعرفها أكثرنا ولا يطبقها إلا القليل القليل منا ...
كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه ، كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم، يستقبلونه بالتوبة النصوح والعزيمة الصادقة على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.
بينما نستقبله نحن بالإقبال المتناهي على المحلات والأسواق لشراء المواد الغذائية من عصائر وفطائر و صناديق الخضر و الفواكه وكأننا مقدمون على سنوات عجاف..
هذا من جهة ومن جهة أخرى تستقبله بعض البيوت بتحضير الورقة والقلم لا لكتابة جدول تنظم به وقتها في رمضان للالتزام بالعبادات والواجبات الدينية التي يجب أن يؤدوها وإنما لتسجيل مواعيد المسلسلات والمسابقات والقنوات التي ستُبث عليها للتنسيق فيما بينها طبعًا من حيث المشاهدة.

1400396461_703
كان السلف يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وإفطار الصائمين.
وننام نحن في نهاره فلا تلحقنا في يومنا غيبة أو نميمة ولا يبطل صومنا لغو ولا كذب إلا أحلامنا التي ولله الحمد لا نحاسب عليها
نقوم ليله بإخلاص واهتمام بالغين بأحداث المسلسلات الشيقة التي تبدأ مع أول يوم من أيام رمضان وتنتهي بانتهائه وتزداد أحداثها تشويقًا في العشر الأواخر من هذا الشهر.

1400396461_703
كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام .
ونجاهد نحن في النوم جهاد المستقتل في نهاره بينما تغزونا وبقوة المستميت الأجهزة الحديثة وتحقق انتصاراتها علينا في ليله ، وبقوة وعزيمة يثبت شبابنا وجوده على الأرصفة و أمام شاشات التلفاز لمشاهدة المباريات و أمام النت و الفايسبوك .

1400396461_703
كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المُطعم الفقر. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» [صححه الألباني] وقد قال بعض السلف لئن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعامًا يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما- وداود الطائي ومالك بن دينار وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمهم ويروّحهم.. منهم الحسن وابن المبارك.
وقال ابن أبي عدي: "صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازا يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم". يقول الحافظ ابن الجوزي معلقا: "يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق".

بينما تكدست موائدنا بأصناف الطعام و أنواع المشروبات و الحلويات حتى الخبز هو الأخير أشكال و أنواع واقتصر إفطار رمضان على أفراد الأسرة الواحدة حيث يتناولون ما يكفيهم 
وصحتين وعافية و يرمون في المزبلة ما يكفي 10 أشخاص آخرين بعد أن لم يجدوا مكانا يضعون فيه تلك المأكولات و المشروبات في الثلاجة التي تكدسّت بها .
1400396461_703
كان السلف يعتكفون و ورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحريًا لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها حيث العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها ومن حُرِم خيرها فقد حُرم الكثير.
ونعتكف نحن في العشر الأواخر أيضًا ولكن في الأسواق إذ أن العيد على الأبواب ونحن يلزمنا الكثير من المشتريات استعدادًا له فتمضي الأيام ونحن في الأسواق بين الاطلاع على المعروضات من الألبسة و غيرها ومن ثم معرفة أسعارها والمفاصلة عليها مع الموازنة مع ما خصصناه من مال، وبعد ذلك كله تتم عملية الشراء.. معاملة طويلة مع مستلزمات كثيرة والحصاد اعتكاف في السوق ينتهي مع نهاية رمضان.
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «
أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [رواه مسلم].

1400396461_703
حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفًا على أنفسهم فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول: "كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرقّ فيلتفت فيتمخط ويقول : ما أشد الزكام؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء". وعن محمد بن واسع قال : "لقد أدركت رجالًا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت رجالًا يقوم أحدهم في الصفّ فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي جنبه".
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصباح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.

ونطير نحن فرحًا نخبر القاصي والداني أننا صمنا شهرنا وأقمناه.. ويا ليته صوم ويا ليته قيام.. ويخطئ فلان حين يطلب منا المساعدة فنهب بتعريف من نعرف بمطلبه مع التأكيد بأنه مسكين وأننا لم نقصر معه وقمنا بالواجب وزيادة!
قال سفيان الثوري: "بلغني أن العبد يعمل العمل سرًا، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء".

136641542418

همسة..
لابد أن نعيد النظر في صومنا وقيامنا في عاداتنا وسلوكياتنا فلنجعل رمضان هذه السنة مختلفًا، ولنستذكر فضائله التي خصه الله بها عن غيره من الشهور التي منها :
* تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
* يزين الله في كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.
* تصفد فيه الشياطين.
* تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.
* فيه ليلة القدر و هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
* لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان.
ولنستشعر وندرك الأجر الكبير الذي يمكن أن نحصده إذا صمناه كما يجب أن نصوم وقمناه كما يجب أن نقوم..
قال -صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم يضاعف؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ، وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» [صححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم].
ولنكثر فيه من الذكر والدعاء والاستغفار و خاصة في أوقات الإجابة ومنها :
* عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
* ثلث الليل الأخير حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول: «هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له» [صححه الألباني].
* الاستغفار بالأسحار: قال تعالى : {وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18].
أسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضاه


































الساعة الآن 03:04 مساء