إن ليلة القدر ليلة مباركة وهي تتنقل بين العشر الأخيرة من رمضان ، ويرجح موافقتها لليالي الوتر كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله : تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان صحيح البخاري. ولكي نغنم تلك الليلة ونظفر ببركاتها علينا امتلاك مفاتيحها الأربعة وهي:
- المفتاح الأول: معرفة ثوابها وتصور عظيم الأجر لمن قامها واجتهد فيها فهي ليست مجرد ليلة عادية ولكنها خير من ألف شهر.
- المفتاح الثاني: تحريها ومراقبة علاماتها، ومن ذلك ما ورد في السنة: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها. رواه مسلم. وقد تخفى بعض علاماتها علينا وهنا سوف يجد أحدنا علامة في نفسه تتمثل بالطمأنينة وانشراح الصدر والخشوع.
- المفتاح الثالث: الاجتهاد فيها والإكثار من القيام وعدم تضييع لحظاتها الثمينة، وكما قيل : تروم العز ثم تنام ليلاً يغوص البحر من طلب اللآلي. ويحرص في ليلة القدر على الدعاء وطلب العفو من الله. عن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني الترمذي وقال: حسن صحيح.
- المفتاح الرابع : الإخلاص فيها واحتساب الأجر عند الله. قال صلى الله عليه وسلم: مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه. متفق عليه.
أحبتي في الله:
هذه أسرار ليلة القدر وتلك مفاتيحها فاغتنموها قبل الفوات ، فلعل أحدنا لا يدرك رمضان مرة أخرى. وتذكروا أن المحروم من حرم ليلة القدر وشر منه من حرم المغفرة في رمضان. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا فيها من القائمين والتائبين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.