ليس من اليسير أن يصبح الإنسان وقد أَلِفَ الحياة القديمة ونشأ فيها وعاش عليها دهرًا من حياته، ثم يتصل بحياة أخرى طارئة فيتحول فجأة من مقلد إلى مجدد، بل لا بد من أن يطول اتصاله بهذه الحياة الطارئة، وربما عبر هذه الحياة الطارئة عبورًا دون أن يتأثر بها تأثرًا ذا بال، وربما احتاج التجديد في هذه الحياة العقلية إلى أن يطول الاتصال ويطول، وتتوارثه أجيال كثيرة قبل أن يستظهر أثره وقبل أن تصبح هذه الأجيال متأصلة فيه قادرة على أن تجدد كما جدد الصحابة الكرام تلك الحياة الطارئة من قبل، فالذين يحاولون الآن عندنا أن يكونوا مجددين في الدين يجب أن يفهموا معنى هذا التجديد قبل كل شيء، ويجب أن يفهموا أن التجديد لا يتأتى إلَّا بعد الفهم والتعمق والدرس الطويل والتمرين على هذا كله والممارسة لهذا كله وقتًا يطول كثيرًا وربما تجاوز حياة الفرد
إلى حياة جيل بأسره
والحمد لله رب العالمين