ليس كلّ من أدرك هذا الشهر عَرَفَ قدره واغتنم أيامه ولياليه، فمن الناس من انشغلُ فيه بتلاوة القرآن وقيام الليل وذِكر الله تعالى، وآخرون قضوا أوقاتهم بمشاهدة الأفلام والمسلسلات ولعب الورق والقيل والقال
فما يدريك لعلّ هذا الشهر هو آخر شهر من أشهر الصيام يمرّ عليك، فكم من أناس عاشوا بيننا في رمضان الماضي وهم الآن يرقدون بين الأموات.
كم كنت تعرف ممن صام في سلف**** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهـــم **** حيًّا فما أقرب القاصي من الداني
فلا بُدَّ أنْ نعلم أنّ الموت يأتي بلا استئذان، فكم من أُناس أدركهم الموت ولهم حاجات لم تقضى، والكيس من يعيش يومه وهو يظنه آخر أيام حياته، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما : (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح).
أؤمل أنْ أُخلّد والمنــايا ****** تدور عليَّ من كلّ النواحي
وما أدري وإنْ أمسيت يوماً***** لعلي لا أعيش إلى الصباح
ونهاية هذا العمر ليست معلومة للإنسان، قال تعالى: {وما تدري نفسٌ بأيِّ أرض تموت} فمايدريك أنّ هذه الأيام والليالي في هذا الشهر المبارك قد لا تحظى بها مرّة أخرى، وأن الأجل قد ينتهي بك قبل رمضان القادم، قال ابن عمر: (ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي). فيا لخسارة المحرومين من هذه الفرصة العظيمة .. فرصة الدخول إلى الجنة
ويا لخسارة المحرومين الذين دخل عليهم رمضان وهم يبارزون الله بالمعاصي فخرج رمضان وتركهم
بعد أن أصبحوا أسود ما كانوا عليه من المعاصي . ****************** اللهم اختم لنا الشهر بالمغفرة والعتق والرضوان
ونعوذ بك أن نرد أو نطرد أو نحرم بما كسبت أيدينا
اللهم أعتقنا ووالدينا والمسلمين من النار
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور ونعوذ بك أن نكون كالتي نقضت غزلها
اللهم سلمنا من لفحات العجب والخيلاء وعافنا من كل ما يبعدنا عنك اللهم بلغنا رمضان مرات ومرات .. اللهم أعده علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة ..
وتقبل منا واغفر لنا يا ذا الجلال والإكرام
اللهم نسألك أن تعيد علينا رمضان في السنة القادمة والمسلمون بدينهم متمسكون وبشرع الله عاملون ولكتابه حافظون اللهم لك الحمد على ماوفقت ويسرت والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
والحمد لله رب العالمين ...